حذر وزير الاقتصاد الألماني ألتماير من تخفيف إجراءات الإغلاق المقررة للحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن حالات الوفاة لا تزال مرتفعة للغاية. يأتي ذلك في الوقت الذي رفض فيه 37 بالمئة من الألمان تخفيف إجراءات الإغلاق.
حذر وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير اليوم الأحد (السابع من فبراير/ شباط 2021) من القيام بقدر كبير من التخفيف للإغلاق الساري للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك قبل المشاورات المنتظرة بين الحكومة الاتحادية والولايات الألمانية عن الإجراء التالي في ظل تفشي الفيروس.
وقال ألتماير لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (7 فبراير/ شباط 2021): "يجب ألا نزايد على أنفسنا علنا من خلال جداول تخفيف للإجراءات... عدد الإصابات الجديدة يقل حاليا عما كان عليه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عندما بدأ الإغلاق. لم ينخفض عدد الإصابات الجديدة بقوة سوى منذ نحو أسبوعين فقط، ولكن عدد حالات الوفاة لا يزال مرتفعا للغاية".
وأضاف أنه ينظر ببالغ القلق حالياً إلى أنه ثبت وجود تحورات الفيروس في جميع أنحاء ألمانيا تقريبا. وأشاد الوزير الألماني بالمبادئ الصادرة من الولايات بشأن التوصل لحلول محلية، وقال: "يتعين علينا اتخاذ إجراءات على نحو مختلف للغاية... لا معنى لإلغاء الإغلاق في نقاط ساخنة للغاية، كالتي لا تزال موجودة للأسف في كثير من الأماكن بألمانيا مثل المناطق الواقعة على الحدود مع جمهورية التشيك"، ولكنه أشار إلى أن الوضع يختلف ويكون أفضل في أماكن تقل بها أعداد الإصابة.
وأعرب الوزير الألماني عن أمله في أن تنكسر موجة الوباء ويمكن الفتح مجددا بحلول بداية الربيع على الأكثر ومع عيد الفصح عندما تسطع الشمس.
يشار إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سوف تتشاور يوم الأربعاء القادم مع رؤساء حكومات الولايات بشأن تمديد الإجراءات التي تم اتخاذها في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي والتي تشمل إغلاق أغلب المحلات التجارية والفنادق والمطاعم والمدارس ورياض الأطفال وتستمر بموجب آخر تمديد حتى منتصف الشهر الجاري.
رفض شعبي لتخفيف إجراءات الإغلاق
في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أن نصف المواطنين الألمان تقريبا يعارضون تخفيف إجراءات الإغلاق الساري حالياً من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية أن 37 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون تمديد الإغلاق والقيود الحالية لما بعد 14 شباط/ فبراير الجاري، بل ويؤيد 13 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع تشديد الإغلاق.
وفي المقابل دعا 30 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع لتخفيف إجراءات الإغلاق، وأيد 13 بالمئة العودة التامة إلى الحياة الطبيعية، فيما أحجم 7 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع عن التصريح بآرائهم.
ولكن الاستطلاع يظهر أيضاً أن قبول إجراءت مواجهة كورونا يتضاءل؛ ففي بداية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي -أي قبل التمديد الأخير للإغلاق المستمر حتى الآن إلى 14 شباط/ فبراير الجاري- كان 65 بالمئة من الألمان يؤيدون الإبقاء على إجراءات التصدي لكورونا أو تشديدها.
شمل الاستطلاع 2077 شخصا وتم إجراؤه في الفترة بين 3 و5 شباط/ فبراير الجاري.
حالات الإصابة لاتزال مرتفعة
من جانب آخر أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني صباح اليوم أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 8 آلاف و616 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال يوم واحد، فضلا عن 231 حالة وفاة.
وجاء في تقرير الوضع الخاص بالمعهد مساء أمس السبت أن عدد إعادة إنتاج الإصابة بالفيروس بلغ أمس 0.95، فيما كان يبلغ أول أمس الجمعة 0.93، ويعني ذلك أن كل مئة مصاب بالفيروس يمكنهم نقل العدوى إلى 95 شخصا آخرين.
يذكر أن عدد الإصابات الجديدة الذي تم تسجيله قبل أسبوع واحد فقط بلغ 11 ألفا و192 حالة إصابة، فضلا عن 399 حالة وفاة في غضون 24 ساعة.
وأظهرت بيانات جامعة "جونز هوبكنز" ووكالة "بلومبرغ" للأنباء وصول عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا إلى 2.29 مليون حالة بحلول الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم الأحد بتوقيت مدينة فرانكفورت.
ووفقا للبيانات، وصل عدد الوفيات المرتبطة بوباء كورونا في ألمانيا إلى 61 ألفا و389 حالة، فيما وصل عدد المتعافين من مرض كوفيد19 إلى أكثر من مليوني شخص.
وأضاف المعهد أن عدد حالات الإصابة الجديدة الذي تم تسجيله خلال 7 أيام لكل 100 ألف مواطن (وهو ما يسمى بمعدل حدوث العدوى لكل سبعة أيام) بلغ صباح اليوم 6.75 وكان المعدل قد وصل إلى ذروته في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بواقع 6.197
ع.ح./ع.غ. (د ب أ)
المصدر / dw.com